*نادين خزعل*

بدأت مراسم إحياء عاشوراء في الضاحية الجنوبية بأمانٍ وسلامٍ منقطعيْ النظير..

الإجراءات الأمنية على مداخل الضاحية وفي الأحياء والشوارع، أرخت ظلالًا من الإرتياح لدى الأهالي..

الجيش اللبناني، إتحاد بلديّات الضاحية،حركة أمل و حزب الله، تشاركوا بحبٍّ ومحبّة حماية المواطنين..

رغم إزدحام السير الناتج عن هذه الإجراءات إلّا أنّ الجميع مقتنع بأنّ فرض الأمن يستوجب هذه التضحية..

هنا موائد ومضائف أقيمت، هناك فاحت رائحة الهريسة لتشقّ عباب الأبواب والألباب والكلّ يتشارك تحضيرها صارخًا: يا حسين…

قوارير المياه توزّع مجّانًا، البسكوت والرّاحة، الوجبات الغذائية، اللحم والدجاج، الخير يتدفّق في هذه الأيّام، الكلّ يتشارك مع الآخر رغم الأزمة الإقتصادية الخانقة.

في المنازل والمجمّعات، تقام المجالس الحسينيّة، زرعٌ لقيمٍ ومبادئ خلّدها التاريخ، ثورة على الظّلم إستُسْقَت منها كلّ الثورات، ونهجٌ سار على دربه الأحرار..

وعلى ضفاف هذه الأيّام المباركة، يتمّ سطر إنتصارات إسقاط الطائرات المسيرة فتُفرض قواعد جديدة في الحرب ضد العدوّ الإسرائيليّ، ولم يعد المجال الجوّي اللبناني مستباحًا..

هذه هي عاشوراء، هذه هي الملحمة التاريخية التي إنبثقت منها كل أسس المقاومة ورفض الذل والخضوع والإستسلام…

هذه هي عاشوراء التي بعد أكثر من ألف عام ما زالت هي النهج والمسار والمسير..

وبين “أنبقى بعدك” و “إرثها في ثورتك” ؛ كُتبَ فصلٌ جديدٌ مشرّفٌ عن وحدة الصف اللبنانيّ المقاوم وثبات القضيّة.